الاثنين 21 أبريل 2025 | 12:21 م

تلوين البيض في شم النسيم.. عادة فرعونية قديمة تحولت إلى رمز للفرح والانتصار

شارك الان


تُعد عادة تلوين البيض واحدة من أبرز الطقوس التي ارتبطت باحتفال المصريين بعيد شم النسيم منذ آلاف السنين، حيث يعود أصل هذه العادة إلى عصور مصر القديمة، حين كان المصريون القدماء يحتفلون بهذا اليوم بمائدة رمزية تضم البيض والفسيخ والبصل الأخضر والخس والحمص والملانة، وهي مكونات احتلت مكانة مقدسة في عقائدهم.

ووفقًا لما ذكره الباحث عصام ستاتي في كتابه «شم النسيم.. أساطير وتاريخ وعادات وطقوس»، فإن البيض كان يُعرف باللغة الهيروغليفية باسم "سوحت"، وفي القبطية باسم "سوحي" أو "سويحة"، وكان يرمز إلى الحياة والتجدد. 

وقد اعتاد المصريون القدماء تزيين البيض بنقوش تحمل الأمنيات، ووضعه في سلال مصنوعة من سعف النخيل الأخضر، وتُعرض في شرفات المنازل أو تُعلّق على الأشجار، كجزء من طقوس التفاؤل بالخير والبركة.

وكان الاحتفال يبدأ بما يُعرف بـ"دقة البيض"، وهي عادة لا تزال حاضرة حتى اليوم، إذ يتبادل المحتفلون ضرب البيض بعضه ببعض، ويُعتقد أن من لا تُكسر بيضته تتحقق أمانيه.

أما عن تقليد تلوين البيض بألوان متعددة، فيروي المؤرخون أن هذه العادة ارتبطت لاحقًا بواقعة تاريخية تعود للعصر الإسلامي، تحديدًا بعد هزيمة الصليبيين في معركة المنصورة. 

فقد صادف يوم خروج الأسرى موعد شم النسيم، ومرّ الجنود المنهزمون عبر دمياط بأعلامهم الملونة (الأحمر، الأخضر، الأزرق)، مما ألهم الأهالي لتلوين البيض بهذه الألوان، ورفعه عاليًا كرمز للانتصار والفرح.

وهكذا، تحولت عادة تلوين البيض من طقس فرعوني إلى تقليد شعبي يحتفي بالحياة ويجمع بين التاريخ والبهجة في آنٍ واحد.